طائرة أبها.. إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان

طائرة أبها … إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان
م. عبدالله الشهراني
١٩ أغسطس ٢٠٢١م
 
في شهر مارس من عام 2014م اعتلت الطائرة -من نوع بوينج 747 (الجامبو)- قمة جبل “أم الركب” في أبها قادمة من المدينة المنورة. ليس عن طريق الجو والتحليق كما اعتادت، بل عن طريق البر في رحلة استغرقت حوالي نصف شهر. رحلة كلّفت صاحب الفكرة ما يقارب مليوني ريال سعودي. ومنذ ذلك التاريخ بقيت “ملكة السماء” على قمة الجبل في حالة يرثى لها، لا تليق أبدا بطائرة كان يتغنى بها طلال مداح ومطربو العالم، طائرة عشقها الجميع، طيارين وملاحين وفنيين وركاب.
 
بعد أكثر من 7 سنوات لم يصدر قرار من المستثمر ولا من أي جهة رسمية بخصوص الطائرة، والتي كان مخططا لها أن تتحول إلى مطعم يقصده السياح وأهالي المنطقة. وأعتقد أن السبب في التراجع عن تنفيذ الفكرة يعود إلى التكلفة التي لم تدرس بشكل جيد منذ البداية، والتي تفاجأ بها المستثمر لاحقا. هذا النوع من الاستثمار لا يعتمد بشكل كبير على نوع الطعام الذي يقدم لمرتادي المطعم، وإنما يعتمد -بشكل رئيسي- على مفهوم تجربة المكان. التكلفة تذهب إلى الفكرة والخدمات الموجودة فيها، غير أن الأجمل هو أن يتوسع المستثمر في الأفكار وألا يقتصر المشروع على فكرة المطعم وحسب، فإضافة مجموعة من الفعاليات المتعلقة بالطيران حول موقع وجود الطائرة المطعم سوف تجعل المكان أكثر جاذبية من مجرد كونه مطعما داخل طائرة فقط. والأمثلة حول العالم كثيرة في هذا الخصوص، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مطعم Runway 1 في الهند، ومطعم الطائرة في ولاية كولورادو بالولايات المتحدة الأمريكية، ومطعم ماكدونالدز في نيوزيلندا، والكثير غيرها حول العالم.
 
لكن ماذا لو كان القرار النهائي هو: عدم الرغبة/المقدرة على متابعة تنفيذ مشروع المطعم لأي سبب كان، حينها أقترح أن تصبح المنطقة حديقة تكون الطائرة في منتصفها، مع ضرورة إغلاق كل منافذ الطائرة وذلك حفاظا على سلامة زائري المكان من الغبار والقطع الحادة أو حتى القوارض.
 
وفي حال عدم الرغبة/المقدرة على متابعة تنفيذ مشروع الحديقة لأي سبب كان، “فإمساك بمعروف” عن طريق طلاء الطائرة بشكل جميل من الخارج وتسليط الأنوار عليها ليلا. أو “تسريح بإحسان” من خلال تفكيكها وبيعها على هيئة خردة.
 

أي فكرة جديدة لهذه الطائرة “ملكة السماء” سوف تكون أفضل بكل تأكيد من بقائها على وضعها الحالي، وذلك من باب “ارحموا عزيز قوم ذل”.

https://makkahnewspaper.com/article/1544819/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى